[٤] وأفضل الدعاء وخيره ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم: "صَلَّى رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- علَى جِنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِن دُعَائِهِ وَهو يقولُ: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عنْه، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِن عَذَابِ القَبْرِ، أَوْ مِن عَذَابِ النَّارِ"، [٥] ومن ما ثبت أيضًا من الدعاء أن النبي كان إذا صلى جنازة يقول: "اللَّهمَّ أنا عبدُك وابنُ عبدِك كان يشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُك ورسولُك وأنتَ أعلَمُ به منِّي إنْ كان محسنًا فزِدْ في إحسانِه وإنْ كان مسيئًا فاغفِرْ له ولا تحرِمْنا أجرَه ولا تفتِنَّا بعدَه". [٦] [٤] حكم صلاة الجنازة أما حُكم صلاة الجنازة في العموم فهو فرضُ كفاية لأن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- أمر بالصلاة على الجنائز ويُقصَدُ في فرض الكفاية أنه ما إذا قام بالفعلِ ما يكفيه من الناس سقطَ عن الآخرين، وحكم صلاة الجنازة يختلف من وجه إلى أخر ولكن كيفية صلاة الجنازة تبقى كما هي وفي حكمها تفصيل وهو: [٧] حكم الصلاة على الشهيد: الصلاة على من مات في سبيل الشهادة ليست واجبة لما فعله النبي -صلى االله عليه وسلَّم- مع شهداءِ غزوة أُحد ، بأنه لم يصلِ على أحدٍ منهم ولكن تجوز الصلاة عليهم وليس على وجه الوجوب، لأن ما ثبت عن النبي أيضًا أنه صلى على أَحَدِ الشهداء في قتال الكفار.
حكم صلاة الجنازة تأخذ صلاة الجنازة حكم فرض الكفاية على المسلمين، فقد أمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالصلاة على الميّت في أكثر من حديثٍ نبويّ، ولا تجب الصلاة على الشهداء في المعركة ضدّ الكفار؛ لأنّ الرسول لم يُصلِّ على شهداء غزوة أحد، إلّا أنّه لا حرج على المسلمين إن صلّوا عليهم أو على بعضهم، وقد دلّت بعض أحاديث الرسول -عليه السلام- على مشروعيّة الصلاة على الطفل وعلى السّقط الذي أتمّ أربعة أشهرٍ، وثبت أيضاً أنّه -عليه السلام- صلّى على من مات في حدٍّ، وتشرع صلاة الجنازة على المسلم العاصي، سواءً أتاب عن معصيته أم لا، ولم يكن -عليه السلام- يُصلّي على من مات وعليه دينٌ، لكنّه كان يأمر أصحابه فيُصلّون عليه، وتجوز الصلاة على المسلم الغائب إن مات في بلادٍ لم يُصلِّ عليه أحدٌ فيها. [١] شروط صحّة صلاة الجنازة حتى تكون صلاة الجنازة صحيحةً شرعاً فلا بُدّ من توفر بعض الشروط عند أدائها، وفيما يأتي بيانها: [٢] طهارة المسلم بالماء إن كان موجوداً، وإلّا فبالتيمم، وهذا قول كافّة أهل العلم، وقال الشعبيّ وابن جرير بأنّ الطهارة ليست شرطاً من شروط صلاة الجنازة؛ لأنّ المقصود منها الدعاء. استقبال القبلة.
kioskodeapuesta.com, 2024