وفي حواره السابق مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية، يأمل موران أنه من رحم هذه الأزمة سوف تولد الروح الجماعية التي ستمكن الأوروبيين من تجاوز أخطاء الماضي، التي من أهمها سوء إدارة أزمة تدفق المهاجرين، وإعطاء الأولوية للحسابات المالية قبل القيم الإنسانية، وغياب سياسة أوروبية دولية. ويعتقد موران أن تطورات الاقتصاد الرأسمالي هي التي خلقت المشاكل الكبرى التي يواجهها الكوكب الآن، مثل تدمير البيئة والأزمة العامة في الأنظمة الديمقراطية، وتزايد التفاوت الطبقي وغياب العدالة بين الناس، والتسابق نحو التسلح وصعود الأحزاب والشخصيات الاستبدادية والديماغوجية، مثلما يحدث في الولايات المتحدة والبرازيل. الصحة أم الحرية؟ كان الفيلسوف الفرنسي ميشيل أونفري قد أثار موجة من التعليقات والجدل، عندما اعتبر أن جائحة فيروس كورونا المستجد ستشكل مرحلة جديدة في "انهيار الحضارة اليهودية المسيحية" بحسب التحليل الذي قدمه في كتابه "الانحطاط"، وأفاد أونفري بأن هذا الفيروس يندرج ضمن حركة الانهيار. وتظهر الجائحة بحسب حوار الفيلسوف الفرنسي مع مجلة لوبوان عدم كفاءة رئيس الدولة والحكومة، واعتبر أونفري أن "الاقتصاد الليبرالي جعل من الربح غاية جميع السياسات ومنتهاها، وتساءل لماذا ننتج أقنعة ونخزنها؟، معتبرا أن ذلك جعل الخدمات الصحية حكرا على الأثرياء الذي يستطيعون توفير الأموال للتمتع بها".
وقد أطلق الفيلسوف وعالم الاجتماع لاتور في مقال بعنوان "تخيل حواجز لمكافحة العودة إلى نمط إنتاج قبل الأزمة" نداء لتعبئة ما أسماه "كوابح العولمة" بهدف "التخلي عن الإنتاج باعتباره المبدأ الوحيد للعلاقة (بين البشر والدول) في العالم". تكرار ما حدث وردا على السؤال الذي يفرضه المنطق السليم: هل يجب أن تعود دوامة الإنتاج إلى سابق عهدها؟ قال المثقف الباريسي صارخا "لا على الإطلاق.. آخر شيء نقوم به هو أن نفعل بالضبط ما فعلناه من قبل". وعلى المنوال نفسه، يهاجم الفيلسوف إدغار موران في مقابلة مع صحيفة لوموند العقيدة الليبرالية و"الهوس بالربح"، ويقول إنه المسؤول في المقام الأول عن "خضوع النظام الصحي لمنطق الأعمال وعن إفقار ذلك النظام". ويأمل موران -الذي ولد في عام 1921- أن يتبلور "مسار سياسي إيكولوجي اقتصادي اجتماعي جديد تحكمه نزعة إنسانية متجددة"، بمجرد انتهاء الوباء. الفيلسوف الفرنسي إدغار موران: أبلغ من العمر 98 عاما وأفضل التفكير في الحياة وما يحدث في العالم حاليا (مواقع التواصل الاجتماعي) المصير المشترك يرى موران أنه من شأن هذه "الطريقة الجديدة" التي أفرزتها الأزمة الكونية أن "تسلط الضوء على وحدة المصير لجميع البشر في ارتباط لا ينفصم عن المصير البيولوجي البيئي لكوكب الأرض"، وهذا من شأنه أن يضاعف "الإصلاحات الحقيقية التي تمس الحضارة والمجتمع ونمط الحياة".
لم يقتصر تأثير جائحة كورونا على أجهزة تنفس المصابين بالفيروس المستجد، وإنما تجاوزت الآثار الصحية لتسبب موجة من التحولات الاجتماعية والثقافية الهائلة، وتفتح الباب واسعا أمام مراجعات فكرية ونقد ذاتي غربي غير مسبوق. وكما كانت فرنسا في قلب الأزمة الصحية العالمية، ساهم مفكروها ومثقفوها المعاصرون في المراجعات التي شملت فلاسفة وعلماء اجتماع ومثقفين وكتاب اختلفوا فيما بينهم. فبينما استحضر الفيلسوف الفرنسي برونو لاتور "المبدأ الوقائي"، حذر عالم الاجتماعي التسعيني إدغار موران مما سماه "الهوس بالربح"، كما حذر مؤرخ الفلسفة الفرنسي أندريه كومت-سبونفيل من أن "يحل النظام الصحي محل النظام الأخلاقي". أولوية البيئة في تقريره بصحيفة لاستامبا الإيطالية اعتبر الكاتب باولو مودونيو أن السؤال الإيكولوجي (البيئي) وبشكل خاص "مبدأ الحيطة" -أي النهج الذي يدافع عن حماية البيئة والصحة حتى في غياب اليقين العلمي المطلق- هو في قلب المناقشات الفكرية الفرنسية في مرحلة ما بعد كورونا. هناك من يذهبون مذهب الفيلسوف الفرنسي برونو لاتور ويشددون على أهمية المسألة البيئية، وهناك من جهة أخرى أصوات أكثر "واقعية" و"ليبرالية"، مثل الفيلسوف الفرنسي أندريه كومبت-سبونفيل، تعارض "الرؤية الطبية الشاملة" وتحذر من مخاطر تفويض إدارة حياتنا ومجتمعاتنا للأطباء والخبراء.
ويشعر كومت-سبونفيل وهو في العام الـ68 من عمره بأنه خائف على حريته أكثر من خوفه من الموت، وأن أكثر ما يقلقه في هذه الأزمة هو أن الشباب هم "الذين يدفعون أثقل الضرائب على شكل البطالة أو الديون"، معتبرا أن "التضحية بالشباب باسم صحة المسنين انحراف". وكان أكبر عالم اجتماع فرنسي ألان تورين قد تحدث لصحيفة إلباييس الإسبانية عن ذكرياته حول الحرب العالمية الثانية، حين كان عمره 14 عاما عام 1940. وقال تورين إنه بالنسبة لفتى فرنسي في عمره ذلك الوقت، لم يكن هناك ما هو أكثر ابتذالا من الحرب الفرنسية الألمانية، لقد تواجه البلدان مرات عدة. وفي الواقع، أثرت الإدارة العسكرية في فرنسا على فترة شبابه، أما اليوم فيحدث أمر مخالف، إذ يعيش العالم حالة فراغ دون نقاش أو تحرك أو فهم. ويخلص كاتب المقال إلى أن حالة الانقسام في صفوف المثقفين بشأن مرحلة ما بعد كورونا تعكس إلى حد كبير التباين الحاد في الساحة السياسية والفكرية الفرنسية بين دعاة السيادة الوطنية والمدافعين عن العولمة. المصدر: الصحافة الفرنسية, الصحافة الإيطالية, الجزيرة
وعصر اليوم الخميس، قرر الأزهر إلغاء تعيين الدكتور السنباطي، وتكليف الدكتور محمد الضويني، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، برئاسة أكاديمية الأزهر لتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة والوعاظ وباحثي وأمناء الفتوى، وذلك لمدة عام قابل للتجديد، بالإضافة لعمله.
2020-05-08 عواصم-سانا ارتفعت حصيلة الوفيات بفيروس كورونا في فرنسا إلى 25987 حالة وفاة بعد تسجيل 178 وفاة جديدة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ووفقا لاحصائية جديدة لمديرية الصحة العامة الفرنسية فإن الحصيلة اليومية كانت أدنى من تلك المسجلة في اليوم السابق حيث تواصل تراجع الضغط على وحدات العناية المركزة وبات عدد الذين يتلقون العلاج أقل بـ 186 شخصا عن حصيلة أمس كما تراجع العدد الإجمالي لمصابي فيروس كورونا الذين يتلقون العلاج في العناية المركزة إلى ما دون عتبة ثلاثة آلاف ليصبح 2961 شخصا. ويأتي الإعلان عن حصيلة الوفيات اليومية وهي أقل بمئة عن حصيلة الوفيات اليومية المعلنة يوم أمس بعيد تأكيد الحكومة الفرنسية أن الرفع التدريجي للعزل يمكن أن يبدأ يوم الاثنين المقبل. وفي بريطانيا دعا رئيس الحكومة بوريس جونسون سكان البلاد إلى التحلي بالصبر في مواجهة الحجر المفروض منذ نهاية آذار الماضي وذلك قبل ثلاثة أيام من إلقائه خطابا يفترض أن يعلن فيه عن تخفيف "محدود جدا" لبعض القيود المفروضة لمواجهة كورونا. وفي اسكتلندا أكدت رئيسة الحكومة نيكولا ستورجن أنه لن يتم تخفيف القيود إلا في حال سمحت المعطيات العلمية بذلك.
وتابع أونفري "لا يمكن إنكار حقيقة أن الفيروس عرّى الخيارات الاقتصادية، وبالتالي السياسة المتبعة في فرنسا انطلاقا من فاليري جيسكار ديستان رئيس الجمهورية الفرنسية من 1974 حتى 1981، إلى فرانسوا ميتران، وصولا إلى إيمانويل ماكرون". الفيلسوف الفرنسي ميشال أونفري ناقش في مراجعاته الصادمة انحدار أوروبا وما يعتبره "انهيار الحضارة اليهودية المسيحية" (غيتي) في مقابل تلك المقاربات ينتقد أندريه كومبت-سبونفيل الرؤية السائدة في فرنسا التي تعلي من شأن الصحة على حساب الحرية، ويعبر عن خشيته أن "يحل النظام الصحي محل النظام الأخلاقي"، وأن يغرق الجميع في منطق "الصحيح صحيا" كما غرقنا سابقا في منطق "الصحيح سياسيا". وينقل أندريه كومبت-سبونفيل عن الفيلسوف ميشيل دو مونتين قوله إن "الصحة تمثل ميزة، وربما حتى ميزة عليا، ولكنها ليست قيمة يجب أن تنظم مجتمعاتنا وقراراتنا السياسية". دعونا نموت كما نشاء في مقابلة مع صحيفة لوتان البلجيكية بعنوان "دعونا نموت كما نريد"، يناقش كومبت-سبونفيل علاقتنا بالموت، ويدعونا إلى قبول الموت ووضعه في الاعتبار من أجل "العيش بشكل أكثر كثافة" واتباع تعاليم الكاتب الفرنسي المشهور من عصر النهضة ميشيل دو مونتين (توفي 1592) مرة أخرى، قائلا إن "الغرض من الوجود ليس تجنب الألم بل الاستفادة من الحياة والابتهاج بها".
وفي آسيا تخطت الحصيلة الإجمالية لوفيات فيروس كورونا عتبة عشرة آلاف حالة من أصل /269025/ إصابة وهي حصيلة أدنى بكثير من تلك المسجلة في أوروبا /151576 وفاة/ وفي الولايات المتحدة وكندا /79328 وفاة/ وفقا لاحصائية جديدة لوكالة فرانس برس. وفي إفريقيا أعلن خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة تسجيل 393 إصابة جديدة بكورونا و13 وفاة جديدة خلال الساعات الأريع والعشرين الماضية ليبلغ العدد الإجمالي للمصابين 7981 حالة من ضمنهم 1887 حالة تم شفاؤها و482 حالة وفاة.
آخر تحديث: الخميس 14 رمضان 1441 هـ - 07 مايو 2020 KSA 21:33 - GMT 18:33 تارخ النشر: الخميس 14 رمضان 1441 هـ - 07 مايو 2020 KSA 21:14 - GMT 18:14 تراجع الأزهر الشريف عن تعيين قيادي إخواني كان يعمل أستاذاً بالجامعة لرئاسة أكاديمية الدعاة التابعة للأزهر. وقرر الأزهر قبل أيام ندب الدكتور عطا عبد العاطي محمد محمد السنباطي، العميد السابق لكلية الدراسات العليا وأستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، للعمل رئيسًا لأكاديمية الأزهر لتدريب وتأهيل الأئمة والدعاة والوعاظ، وباحثي وأمناء الفتوى، وذلك لمدة عام قابلة للتجديد. وعقب إعلان تعيين العميد السابق لكلية الدراسات رئيساً لأكاديمية الدعاة، خرجت صفحات وحسابات على مواقع التواصل، تكشف هويته وتعيد نشر تغريدات سابقة على صفحته الشخصية على مواقع التواصل يدعم فيها جماعة الإخوان واعتصام رابعة، وينتقد الرئيس عبد الفتاح السيسي والجيش والشرطة. وتبين أن الدكتور السنباطي هو أحد المنتمين لجماعة الإخوان وكان مرشحا لعضوية إحدى لجانها الإدارية. وعقب الكشف عن هويته دشن رواد مواقع التواصل حملات لإلغاء تعيين القيادي الإخواني في منصبه الجديد كرئيس لهيئة وأكاديمية الدعاة، ومنع تسلمه العمل بشكل رسمي، خشية انتشار الفكر الإخواني بين الدعاة وخريجي الأزهر.
kioskodeapuesta.com, 2024