وبدا كمال، فور انتهاء الاجتماع استراحه طويله، في ظل الاقامه الجبريه في الاسكندريه. سافرت القوات المصرية الي اليمن، ولم تكن تعرف شيئا عنها ولا عن طبيعتها او طبيعه الحرب التي ستخوضها.. ولم تكن مستعده لها، ولم تكن حرباً بالشكل المفهوم بل كانت حرب عصابات «كر وفر»، وفتح الطرق التي تقطعها القبائل اليمنية ، ارسلت مصر سريه صاعقه ثم وصل العدد الي "55" الف مقاتل مصري في اليمن. وحاربت القوات المصريه في اليمن اصنافاً كثيره من البشر، ومرتزقه من كل مكان في العالم، ولم تكن تعرف العدو من الصديق، وهل هذا يؤيد الجمهوريه ام ضدها، وكانت طبيعه العدو الذي تقاتله القوات المصريه تتميز بالغدر والخيانه. بالاضافه الي طبيعه الارض وصعوبه التحرك عليها، خاصه المنطقه الجبليه التي كانت تعسكر بها القوات المصريه، وكثره الاحجار الصخريه، وتاثيرها الخطير علي احذيه الجنود التي كانت تنتزع نعالها في مشوار واحد، فتصاب اقدام الجنود من الصخور وتدمي اصابعهم. ومع قله المياه وطول المسافه وخطورتها علي موارد المياه في الوادي، واحتمال تلوثها بفعل العدو، وصعوبه وصول التعيينيات "الغذاء" الطازجه من "صنعاء" الي مواقع القوات، واذا وصلت فمعظمها يصل تالفاً، فضلا عن صعوبه وصول الصحف والمجلات وخطابات البريد، بالاضافه الي مشكلات الاجازات ونقل الجنود من والي مطار "صنعاء"، لقضاء الاجازه في مصر، كانت مشكله معقده وليس لها حل.
04/15 11:33 في كتاباته عن سيره الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ، ذكر السير "انتوني نتنج" عوامل عديده دفعت الرئيس المصري لارسال قوات مصريه الي اليمن، ومن بينها انفصال سوريا عن الجمهوريه العربيه المتحده عام 1961، وكان عبد الناصر يريد استرجاع هيبته بعد انفصال سوريا. وكان انتصار عسكري سريعا وحاسما، يمكن ان يعيد قيادته للعالم العربي. وكانت لعبد الناصر سمعته المعروفه كمعادي للاستعمار، وكان يريد طرد البريطانيين من جنوب اليمن ، ومن ميناء عدن الاستراتيجي المطل علي مضيق باب المندب. في بدايه الثورة اليمنية ، في سبتمبر 1962، قرر جمال عبد الناصر ارسال ثلاث طائرات حربيه وفرقه صاعقه وسريه من مائه جندي الي اليمن، في مهمه ظنها سهله حينذاك، ولكنه تفاجا ان هناك من يعترض علي هذا القرار، وهو رفيقه كمال الدين حسين، عضو مجلس قياده الثوره، الذي اعتبر قراراً كهذا يشتت الجيش عن مهمته الاساسيه، في حربه مع عدو اسرائيلي متاهب علي الدوام، مذكّراً بكم الخسائر التي تحملتها ميزانيه الدوله، من جراء مغامره الوحده مع سوريا، التي انتهت بالانفصال المرير. وطبقا لروايه نقلها وجيه ابو ذكري في كتابه "الزهور تدفن في اليمن" انتهت المناقشه بان اسمع عبد الناصر زميله "من المنقّي خيار"، وذكّره بفشله في وزاره التعليم، وطلب انهاء الاجتماع "لان كمال تعبان ولازم يستريح".
ومع قلة المياه وطول المسافة وخطورتها على موارد المياه في الوادي، واحتمال تلوثها بفعل العدو، وصعوبة وصول التعيينيات "الغذاء" الطازجة من "صنعاء" إلي مواقع القوات، وإذا وصلت فمعظمها يصل تالفا، فضلا عن صعوبة وصول الصحف والمجلات وخطابات البريد، بالإضافة إلى مشكلات الإجازات ونقل الجنود من وإلى مطار "صنعاء"، لقضاء الإجازة في مصر، كانت مشكلة معقدة وليس لها حل. الجنرال طقس لأن الطقس في اليمن كان متقلبا بشدة، حيث البرد شديد ليلا ودوامات الأتربة الصاعدة إلي أعلي والحاملة لكل أتربة اليمن، وشدة الحرارة في الوديان، والبرودة القاسية في الجبال، وكان هذا يتطلب وفرة في البطاطين والملابس الصوفية ليلا، وملابس أخرى خفيفة نهارا. انسحاب في أغسطس 1967، استدعى عبد الناصر 15 ألف جندي لتعويض الجنود الذين فُقدوا في حرب ذلك العام مع إسرائيل. وفي مؤتمر القمة العربية بالخرطوم، الذي عُقد بعد الحرب، أعلنت مصر أنها مستعدة لسحب قواتها من اليمن، واقترح وزير الخارجية المصري محمود رياض إعادة إحياء اتفاق جدة لعام 1965، وقبل الملك فيصل الاقتراح، ووعد بإرسال قواته للقتال مع مصر ضد إسرائيل. ووقع عبد الناصر والملك فيصل اتفاقية تنص على سحب القوات المصرية من اليمن، ووقف المساعدات السعودية للملكيين، وإرسال مراقبين من ثلاث دول عربية محايدة، هي العراق والسودان والمغرب.
النتائج البارزة لتدخل مصر باليمن • أولاً على الصعيد السياسي • قدمت مصر المعاونة الشاملة لليمن لينتقل بذلك من التخلف الي مسايرة العصر. ٍ • حققت الحملة العديد من النجاحات في العديد من الميادين. • أثرت على الأوضاع في اليمن الجنوبي وعجلت باستقلالها وانسحاب الإنجليز عنها. • استقرار النظام الجمهورية باليمن مع انهاء ابشع نظام للحكم وأكثره تخلفا في العالم. • تقدم الدولة اليمينة،( ادخلت الكهرباء / توفرت المياه / فتحت مدارس ومستشفيات / مهدت الطرق/ الخدمات) • وكان أبرزها جميعا التربص بمصر بواسطة اسرائيل - بدعم القوى الاستعمارية وأمريكا مما أدى الي النتائج المؤثرة حرب 67. ثانيا على الصعيد العسكري • قيام القوات المسلحة المصرية تنفيذ ما كلفت به على احسن وجه مع احكام السيطرة على انحاء اليمن محققة بذلك جميع الأهداف العسكرية المحددة. • التخطيط الممتاز لاستخدام القوات المسلحة على مسافة حوالي (3000كم – ثلاثة آلاف كم) من الوطن مع مصاعب التامين الفني والاداري بما ادي تطوير قدراتها في النقل والتأمين الشامل. • الخبرة الكبيرة للمقاتل في مسرح القتال اليمني ولا سيما ان طبيعة المهام كانت تؤدي الي القتال المنفصل ادى الي صقل القادة الاصاغر نتيجة المهام المنفصلة التي كثيرا ما كلفوا بها.
الأوسمة والنياشين: • رقى استثنائيـاً وحصل على النجمة العسكرية ووسام الجمهورية ونوط الواجب والتدريب والخدمة الطويلة والممتازة ووسام الملك فيصل من السعوديـة ونوط المعركة ووسام تحرير الكويت من الكويت ووسام 26 سبتمبر من اليمن ووسام الأمم المتحدة وتم تقليده بالعديد من الأوسمـة والأنواط في العديد من المناسبـات المختلفـة.
• بدأت مطالب القيادة اليمنية تزيد بحجة مواجهة الموقف وهى تدرك حرص مصر على الدعم وكانت مصر ترغب فى نهاية سريعة لاستقرار الأمور فى اليمن وكانت فى نفس الوقت مع زيادة دعمها للقوات باليمن، تأخذ فى حسابها الجبهة مع إسرائيل.. المصدر الرئيسى للتهديد مع مصر بالإضافة إلى بعد المسافة (3000 كم) ومطالب النقل والقوات وتأمينها الشامل الذى كان يستنزف قدرات القوات المسلحة ومصر بالإضافة إلى صعوبة مسرح العمليات فى اليمن والذى يختلف عن المسرح الصحراوى الذى يتناسب مع أساليب قتال القوات المصرية المدربة عليها ويجيد رجال القبائل القتال من خلال هذه الجبال بطبيعتهم البدائية. • وكان القتال في الجبال اشبه بأسلوب حرب العصابات وهو نوعا جديدا لم تعهده القوات المصرية ونتيجة لسوء احوال المطارات استخدمت مصر القاذفات (TU16) في رحلة واحدة من مصر والعودة دون النزول باليمن وما يقابل ذلك من تكاليف باهظة لذلك أصبحت مصر غارقة في هذا الصراع وأصبح الموضوع يزيد على تثبيت الثورة. بل أصبح مرتبطا بهيبة مصر كلها بما في ذلك هيبة قواتها المسلحة. • لم يكن العدو محددا ولذلك ظهرت مدى تورط القوات المصرية فى هذه الأزمة إذ ليس هناك موقف واضح للقبائل، وأصبحت الحرب مجالا للارتزاق.. يتغير موقفها من حين إلى آخر لأسباب مختلفة.
في كتاباته عن سيرة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ذكر السير "أنتوني نتنج" عوامل عديدة دفعت الرئيس المصري لإرسال قوات مصرية إلى اليمن، ومن بينها انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة عام 1961، وكان عبد الناصر يريد استرجاع هيبته بعد انفصال سوريا. وكان انتصارا عسكريا سريعا وحاسما، يمكن أن يعيد قيادته للعالم العربي. وكانت لعبد الناصر سمعته المعروفة كمعادي للاستعمار، وكان يريد طرد البريطانيين من جنوب اليمن، ومن ميناء عدن الاستراتيجي المطل على مضيق باب المندب. كمال الدين يرفض في بداية الثورة اليمنية، في سبتمبر 1962، قرر جمال عبد الناصر إرسال ثلاث طائرات حربية وفرقة صاعقة وسرية من مائة جندي إلى اليمن، في مهمة ظنها سهلة حينذاك، ولكنه تفاجأ أن هناك من يعترض على هذا القرار، وهو رفيقه كمال الدين حسين، عضو مجلس قيادة الثورة، الذي اعتبر قراراً كهذا يشتت الجيش عن مهمته الأساسية، في حربه مع عدو إسرائيلي متأهب على الدوام، مذكّراً بكم الخسائر التي تحملتها ميزانية الدولة، من جراء مغامرة الوحدة مع سوريا، التي انتهت بالانفصال المرير. وطبقا لرواية نقلها وجيه أبو ذكري في كتابه "الزهور تدفن في اليمن" انتهت المناقشة بأن أسمع عبد الناصر زميله "من المنقّي خيار"، وذكّره بفشله في وزارة التعليم، وطلب إنهاء الاجتماع "لأن كمال تعبان ولازم يستريح".
• وقد كان من ابرز المؤثرات هو تواجد حوالي ثلث القوات المصري في المسرح اليمن مما اثر على استقرار مسرحها الرئيسي وادي الي النتائج المحققة لحرب 67 بين مصر واسرائيل. • ومهما كانت النتائج فإن مسئوليات مصر ودورها القومي في الدفاع عن الأمن العربي يجعل قرارها دائما بعيداً عن حسابات المكاسب والخسائر تدعيما لقيمها ومبادئها.. وأمن أمتها القومي.. لذلك فإنها تفخر إنها كانت الطليعة في كل حروب الأمة العربية بالمنطقة.. وفي سبيل قضاياها قدمت ما يقرب من مائة وعشرون ألف شهيد من أبنائها.. سالت دمائهم على جبال اليمن، ورمال سينا ء. وأرض الخليج العربي، وكذلك هي أقدمت دون أي تردد للمشاركة في عملية عاصفة الحزم.. عندما تهدد أمن أشقائها في منطقة الخليج العربي.. الذي تعتبره جزء من أمنها القومي.. لذلك فإن مصر القيم والحضارة سوف تظل كما هي مخلصة دائما تشع القيم والفروسية على إقليمها وعالمها. حفظ الله مصر وبلغها مأمنها وأبعد عنها السوء والفتن. الكاتب البيانات الشخصية / التأهيل العلمي: • تاريخ التخرج: أكتوبر 1962 (الكلية الحربية – بسلاح المشاة). • بكالوريوس العلوم العسكرية 1962. • ماجستير العلوم العسكرية أكتوبر 1972.
• وقد تبنت مصر ثورة اليمن وتبعتها سوريا مع تحذير من مصر بتدخل الدول الخارجية فى الشأن اليمنى، مع نقل حوالى عشر رجال منهم الدكتور البيضاني كما حملت الطائرة فريقا من الضباط المصريين (4 ضباط) ومعهم أجهزة اتصال بالقاهرة.. وهكذا بدأ التدخل المصري فى اليمن بأربعة ضباط وجهاز لاسلكي، وكان متوقعا أن تشمل مهامهم بضع أسابيع فقط، وهكذا تصورت القيادة السياسية بمصر أن الأمر لن يتعدى مجرد مساندة سياسية، ولم يبق الا أن يقوم رجال الثورة فى صنعاء بواجبهم لتستقر الأمور فى أوضاعها الجديدة. • كانت مساندة مصر فى البداية قاصرة على مجرد إحتضان الثورة لقيادتها مع الأعتراف بالدولة وتقديم الدعم السياسى ولم يكن لمصر أى دخل فى تحديد موعد الثورة أو خطتها، ولـم تكن هناك خطة مرسومـة وضعهـا السلال وقـد جـاء تشجيــع مصر للثروة نابعا من مسئوليتها العربية / القومية فى تلك الأيام لمساعدة شعب اليمن ضد التخلف والقهر. • وقررت مصر دعم الثورة اليمنية بسرية صاعقة بالملابس المدنية يوم 2 أكتوبر على الباخرة السودان (مائة ضابط وجندى) يحملون أسلحة خفيفة.. ولم يكن مضى على الثورة أكثر من أسبوع ( تدعمها طائرتين الياك وهي طائرة قتال خفيفة).. يقودها أطقم مصرية.. وقد بادر العميد السلال بدفع سرية الصاعقة إلى القتال مع القبائل مبكرا وكان لذلك أثره على خسائر جسيمة فى القتال وصمود السرية ولا سيما أنه لم يتبقى فى الساحة عناصر ملموسة من الجيش اليمنى الذى إنصرف جنوده إلى قبائلهم ومعهم أسلحتهم.
• وعلى هامش المؤتمر كان الوضع في اليمن خاضعا للنقاش وكان تقييم مؤتمر القمة الأول قد فشل في الوصول الي اتفاق خاص باليمن ولكنه كان خطوة في دعم التضامن العربي واعيدت العلاقات بين مصر والسعودية وقد نجح هذا المؤتمر في وضع اساس لمؤتمرات القمة التي عقدت فيما بعد. تطور الموقف في أعقاب مؤتمر القمة • نال الموقف بعض التحسن في أثر مؤتمر القمة الأول ( بالرغم من عدم حسم الأمور بين مصر والسعودية) كما اوقف الأردن بعد اعترافه باليمن مساعداته للقوى الملكية وأعلنت بريطانيا نيتها الجلاء عن عدن لتنال استقلالها ليس متأخرا عن عام 1968 ، كما احتفلت تونس بجلاء فرنسا. رد فعل التواجد المصري في اليمن: • وكانت آثار حرب اليمن ورد فعلها قد وصل الي كمال نضجه وذروته – ونتيجة ( لتواجد حوالي ثلث) القوات المصرية باليمن وبعثرتها بين اتجاهين ( في اليمين / والمسرح العمليات الشرقي الرئيسي) • كل ذلك كان أحد اسباب تريص اسرائيل والقوى الاستعمارية بمصر في حرب1967 وانتهاء الحرب الي ما انتهت اليه من تمزيق للقوات المسلحة المصرية وبعثرة اسلحتها ومعداتها وخسائرهما الجمة ولم يكن من المعقول بقاء لمصر قوات باليمن لذلك عقد مؤتمر الخرطوم في اغسطس 1967 وحضر ملوك وروساء الدول العربية حيث تم الاتفاق بين الملك فيصل والرئيس عبد الناصر على سحب القوات المصرية من اليمن وترك الأمور لأبناء اليمن ليرسموا مستقبلهم.. وهكذا شاءت الأقدار ان تضع نهاية لحملة اليمن – واضطرت القوات المصرية الي الانسحاب منها بالرغم انها لم تخسر معركة واحدة ولم يكن الانسحاب سهلا.. فقد اضطرت القوات الي القتال حتى تخرج آمنة.
kioskodeapuesta.com, 2024