رافدة الحريري
وقد تم بموجب الاستراتيجية الوطنية للطفولة للأعوام (2011–2021م) "والتي اشتملت على أهداف خاصة بمحاور التعليم والصحة والحماية والأمن البيئي والثقافة والإعلام"، تشكيل اللجنة العليا لرياض الأطفال بوزارة التعليم، لتتولى الإشراف المباشر على رفع معدلات الالتحاق بهذه المرحلة المهمة وإجادة مكوناتها التعليمية، وقد تمكنت هذه اللجنة، في وقت قصير نسبياً، من زيادة الوظائف الحكومية المعتمدة لمرحلة رياض الأطفال، وافتتاح أكثر من 1385 روضة أطفال حكومية جديدة في مناطق جغرافية مختلفة حيثما يوجد الأطفال الأكثر احتياجاً لها، وضم مرحلة رياض الأطفال إلى سلم التعليم الرسمي. قضايا الطفولة: وتضمنت الخطة التنموية للمملكة العربية السعودية توجيه الاهتمام لقضـايا الطفولـة حيـث شملتها أهداف خطتي التنمية الوطنية التاسعة من عام 2010م إلى 2014م، وكـذلك الخطـة التنموية العشرة من 2015م إلى 2019م، من خلال تبني خطط بعيـدة المدى تتناول على سبيل المثـال: حصـول جميـع الأطفـال على التعلـيم الابتدائي، وإزالة الفوارق بين الجنسين في الالتحاق بـالتعليم، وتخفـيض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر. ويظهر انعكاس اهتمام المملكة بحقوق الطفـل بتوقيعهـا ومصـادقتها على المواثيق والاتفاقيات الدوليـة لحقـوق الإنسان، ولعـل مـن أهمهـا انضمام المملكة في عام 1996م إلى اتفاقيـة حقـوق الطفـل، وكـذلك مصادقتها في عام 1997م؛ على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري واتفاقية مناهضة التعذيب وغيـره مـن ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينـة، فـي حـين تبنـت المملكة في عـام 2006 وثيقـة أبـو ظبـي للنظـام (القـانون) الموحـد للأحداث بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي عام نفس العام أنظمت المملكة إلى عهد حقـوق الطفـل فـي الإسلام الصـادر عـن دورة منظمة المؤتمر الإسلامي المعقودة في صنعاء.
وناشد المركز جميع وسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة البلبلة بين صفوف أولياء الأمور، وفي حالة وجود أي استفسارات يرجى الاتصال على رقم الوزارة (27963273).
ورغم أن تجربة رياض الأطفال بدأت في وقت مبكر في المملكة العربية السعودية حيث بدأت بجهود القطاع الأهلي الذي ساهم في نشر هذه المؤسسات في المملكة، حيث كانت (دار الحنان) أول روضة أنشئت في المملكة بمدينة جدة عام 1375هـ، وبعدها توالت الروضات الأهلية، ومن ثم انتقلت مسؤولية الإشراف على رياض الأطفال الأهلية إلى وزارة المعارف. ومرحلة الطفولة المبكرة حاضرة بقوة في اهتمامات المملكة العربية السعودية، فقد خُصِّص محور منفرد للطفولة في السياسة التربوية العامة للدولة لمرحلة رياض الأطفال، حيث حددت سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية أهداف التعليم لرياض الأطفال في صيانة فطرة الطفل، ورعاية نموه الخلقي والعقلي والجسمي فـي ظـروف طبيعية سوية، مشابهة لجو الأسرة متجاوبة مع مقتضيات الإسلام، وقد تم تصميم المناهج المطور لرياض الأطفال في المملكة؛ وهو المنهج الذي يعتمد على التعليم المنظم والموجه جنباً إلى جنب مع التعليم الحر، ليكتسب الطفل مبادئ المهارات الأساسية التي تهيئه للمراحل التعليمة اللاحقة. والمستشرف لتغيرات المستقبل وفق رؤية 2030 يرى مؤشرات واضحة وقوية نحو زيادة الطلب لخدمات مؤسسات رياض الأطفال في المملكة، فعدد رياض الأطفال في ازدياد مستمر وسريع، نظراً للتحولات المجتمعية والاقتصادية التي يشهدها المجتمع السعودي.
لقد اهتمت حكومة المملكة العربية السعودية بدعم مرحلة ما قبل المدرسة ؛ وذلك من أجل رعاية الطفولة الارتقاء بالمستوى التربوي في البلاد ، فقد وضعت السياسة التعليمية للمملكة العربية السعودية أهدف لمرحلة رياض الأطفال ، سنعرض منها أهم الأهداف: ١ـ تهيئة الطفل لاستقبال أدوار الحياة على أساس سليم ، وتعهده بالتنشئة الصالحة المبكرة ، ورعاية نموه المتكامل في ظروف طبيعية سوية لجو الأسرة متجاوبة مع مقتضبات الإسلام. ٢ـ تكوين الاتجاه الديني القائم على التوحيد المطابق للفطرة ، وتعويد الطفل آداب السلوك و الفضائل الإسلامية ، و إكسابه الاتجاهات الاجتماعية الصالحة. ٣ـ تهيئة الطفل للحياة المدرسية ، وتزويده بالمعلومات التي تتناسب مع عمره والتي تتناسب مع نموه العقلي وتشجيع نشاطه الابتكاري وتنمية إحساسه الجمالي وتذوقه الفني. ٤- تدريب الطفل على المهارات الحركية وتعويده العادات الصحية السليمة وتربية حواسه وتمرينه على حسن استخدامها، وإتاحة الفرصة أمام حيويته للانطلاق الموجه ٥ـ الوفاء بحاجات الطفولة ، والعمل على إسعاد الطفل وحمايته من الأخطار وبوادر السلوك غير السوي ٦ـ صيانة فطرة الطفل ورعاية نموه العقلي والجسمي والخُلقي وفق التعاليم الإسلامية وفي ظروف طبيعية تتلائم تلك التعاليم السامية ٧ـ توجيه سلوك الطفل كي يستطيع أن يعبر عن احتياجاته لفظياً وبطريقة مهذبة وأن يعتمد على ذاته في الأمور اليومية وأن يقوم بإصلاح خطئه بنفسه ٨ـ تزويد الطفل بثروة من المعايير الصحية والأساسية المتاحة والمعلومات المناسبة لسنه والمتصلة بما يحيط به ٩ـ تقوية ذات الطفل وتعزيز نظرته الإيجابية عن نفسه ومساعدته في الانتقال من الذاتية إلى الحياة الاجتماعية المشتركة مع أقرانه ١٠ـ أخذ الطفل بآداب السلوك والتعود على الفضائل الإسلامية والاتجاهات الصالحة بوجود القدوة الحسنة الموجه أمامه المصدر: نشأة وإدارة رياض الأطفال من المنظور الإسلامي والعلمي د.
رغم كل ذلك لا تزال مرحلة رياض الأطفال مرحلة تعليمية لا تدخل ضمن سلم التعليم الرسمي للدولة، ورغم أن لدينا خريجات بالآلاف في هذا التخصص، إلا أنهن معلمات مع إيقاف التنفيذ. فلماذا لا تكون مرحلة رياض الأطفال إلزامية سيما وأن بلادنا لديها القدرات المالية لتصميم بنية تحتية رائعة في مجال رياض الأطفال، خاصة مع زيادة الاهتمام الكمي والنوعي برياض الأطفال من قبل صانعي السياسات التعليمية في المملكة.
مرحلة رياض الأطفال هي المؤسسات التي ترعى الأطفال من سن ثلاث سنوات وحتى ست سنوات أو حتى بداية التحاقهم بالمدرسة الابتدائية، وتنبثق أهمية مؤسسات رياض الأطفال من أهمية مرحلة الطفولة، والتي تعتبر بشهادة العلماء التربويين والاجتماعيين وأطباء الطفولة المتخصصين والفقهاء والسياسيين، مرحلة مهمة وحاسمة في حياة الإنسان، لأنها مرحلة الأساس التي توضع فيها أُسس الشخصية وترسم فيها أبعاد النمو المختلفة، ومدارس علم النفس تكاد تجمع على اختلافها على أن السنوات الست الأولى من حياة الإنسان هي أهم السنوات في تكوين شخصيته. وكثير من الدراسات العربية والأجنبية أكدت على الأثر الإيجابي لرياض الأطفال في تحصيل الأطفال في المرحلة الابتدائية، فقد أكدت هذه الدراسات على أن الأطفال الذين التحقوا ببرنامج رياض الأطفال أظهروا مستوى ذكاء أعلى وتحصيلاً علمياً أفضل ونسبة أقل في الرسوب، وتكيفاً نفسياً وسلوكياً أفضل. فلا حاجة بنا إذاً لأن نؤكد على أهمية مرحلة رياض الأطفال، فهي مرحلة متفق على أنها حاسمة في حياة الفرد، فهي مرحلة التكوين التي يتم خلالها وضع البذور الأولى لملامح شخصية الطفل، فما يتعلمه الطفل في هذه المرحلة الحساسة الحاسمة، يبقى أثره مدى الحياة.
دور المنلكة المبكر تجاه مرحلة رياض الأطفال ووضع أهدافها العامة ضمن وثيقة سياسة التعليم الشبكة الإعلامية السعودية -دعاء الحربي منذ عام 1990م، يصادف اليوم العالمي للطفل الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للإعلان والاتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل، ويستهدف الاحتفاء باليوم العالمي للطفل توعية المجتمع المحلي بحقوق الأطفال في بلدانهم والدفاع عنها، وتعزيزها وكذلك إبراز للقوانين والأنظمة التي اقرتها الدولة في إطار إنفاذها لالتزامها الدولي بالتوقيع والتصديق على الانضمام لاتفاقية حقوق الطفل الدولية؛ ولضمان تمتع الأطفال على أراضيها بحقوقهم وحمايتهم ورعايتهم والنهوض بقضاياهم ومواجهة التي تحديات التي تعترضهم. الدور السعودي: أدركت المملكة العربية السعودية أهمية مبكرة لمرحلة رياض الأطفال، حيث ووضعت لهذه المرحلة أهدافها العامة ضمن الوثيقة العامة لسياسة التعليم التي صدرت لأول مرة عام 1390هـ الموافق 1970م، وبالرغم من أنها لا تزال مرحلة تعليمية لا تدخل ضمن سلم التعليم الرسمي للدولة في ذلك الحين، إلى أن صدر قرار المقام السامي رقم (7/ب/5388) وتاريخ 1423/3/3هـ (2002) بضم مرحلة رياض الأطفال إلى سلم التعليم.
فـي حـين صـادقت المملكـة فـي عـام 2010م على البروتوكولين الاختياريين لاتفاقية حقـوق الطفـل وهمـا البروتوكول المتعلـق ببيع الاطفال وبغـائهم واسـتغلالهم فـي المـواد الإباحية والبروتوكول المتعلق بإشراك الأطفال في النزاعات المسلحة. حماية الطفل: عملت المملكة على اتخاذ عدة تـدابير وطنية لحمايـة الطفـل وسعت لتحقيقها منها وضع قانون لحماية الطفل من جميع أشكال العنف وسوء المعاملـة والإهمال، تحت مسمى "نظام حماية الأطفال"، والذي عملت اللجنـة الوطنية للطفولـة بالشـراكة والتنسـيق مـع عـدد مـن الـوزارات والجهات الحكوميـة ذات العلاقة على إعداد بنـوده بمـا يتوافـق واحتياجات الطفولة بالمملكة واستجابة لمتطلبات التزامها الـدولي ببنود الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، ويعد مكسباً كبيراً لحقـوق الطفل، ونقلة نوعية في نظرة المجتمع لموضوع حمايـة الأطفـال من العنف لا سيما وقد حظي هذا النظام بموافقـة مجلـس الـوزراء رقم م/14 في 3/2/1436هــ (2015م)؛ وتـم إصـدار اللائحة التنفيذية لمواد النظام من قب وزارة الشؤون الاجتماعية. وفي سبيل تلك المنهجية المعززة لموقف المملكة مـن قضـايا الطفولـة وحماية حقوقها تبنت وزارة التعليم بالتعاون مع عدد من الجهات الوطنية إعداد وتنفيذ سلسلة من البرامج والمشاريع التثقيفية فـي مجـال حمايـة ووقاية الطفل من جميع أشكال الإساءة البدنيـة أو العقليـة، أو الإهمـال داخل المدرسة، أو تلك التي تحدث في منزل الطفل.
kioskodeapuesta.com, 2024