وبعد لجوء رئيس حزب "التجديد الإسلامي"، المعارض محمد المسعري، ورئيس "الحركة الإسلامية للإصلاح"، سعد الفقيه، إلى لندن منتصف تسعينيات القرن الماضي، حاول النظام السعودي بشتى الطرق استعادة المعارضَين اللذين باتا يملكان تأثيراً واسعاً على الشباب في السعودية. وتعرّض الفقيه لمحاولة الضرب والقتل عام 2003، فيما جيّش النظام السعودي العشرات من المستشارين والمحامين لإعادة المسعري بالطرق القانونية متهمين إياه بالإرهاب، لكن المحاكم البريطانية رفضت طلبهم. واعتُقل ماجد المسعري ابن محمد المسعري في الولايات المتحدة عام 2004 بتهمة حيازة مخدرات، قال والده حينها إن السلطات السعودية لفّقتها له، كون ابنه كان متديّناً ومحافظاً. وبعد قضاء ماجد المسعري مدة محكوميته، رُحّل عام 2007 إلى السعودية بعد رفض الولايات المتحدة طلب حصوله على اللجوء، ليختفي من الوجود منذ ساعة ترحيله. " امتدت الملاحقات إلى الأمراء المعارضين واللاجئين من الأسرة الحاكمة في أوروبا " ولم تقتصر ملاحقات السعودية على المعارضين "العاديين" بل امتدت إلى الأمراء المعارضين واللاجئين من الأسرة الحاكمة في أوروبا وسط صمت الأجهزة الأمنية هناك. وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن السلطات السعودية قامت بين عامي 2015 و2017 باختطاف ثلاثة أمراء من أراضي دول الاتحاد الأوروبي، وهم الأمير سلطان بن تركي والذي اختُطف للمرة الأولى عام 2003 في مدينة جنيف السويسرية، كما أنه اختُطف مرة أخرى عام 2016 بعد وصوله إلى أوروبا وانتقاده لسجل حقوق الإنسان السيئ في بلاده ومطالباته بالإصلاح.
في يوليو 2004 ألقت السلطات الأمريكية القبض على ابن محمد المسعري (ماجد المسعري) بتهمة خرق شروط الإقامة بتعاطي المخدرات فعلق المسعري أن التهمة "سخيفة ولا يصدقها عاقل" وأن سببها الفعلي "أنشطته السياسية"، في يناير 2007 رُحِّل ماجد المسعري إلى السعودية بعد أن قضت محكمة أمريكية بعدم منحه حق اللجوء السياسي. في أكتوبر 2004 قضت محكمة بريطانية بالسجن سنتين ونصف على ضابط شرطة سرّب معلومات تضمنت رقم لوحة سيارة المسعري للسفارة السعودية في لندن. بعد تفجيرات لندن في يوليو 2005 طالب أعضاء في البرلمان البريطاني بإيقاف بث إذاعة التجديد الإسلامي التي يشرف عليها المسعري، والتي كانت تحض على قتل الجنود البريطانيين في العراق والتي أذاعت كلمة مسجلة لأبو مصعب الزرقاوي بينما طالب آخرون بترحيله لكن غياب القوانين التي تمنع ممارسات المسعري أعاقت أي إجراء عملي، أغلق المسعري لاحقًا الأجزاء التي سببت الجدل من موقعه وقال أن الموقع كان ضحية "اغتيال حرية التعبير". آراؤه في الربيع العربي وجماعة الإخوان وفي حوار له 28 اغسطس 2014 تحدث عن الربيع العربي والرئيس السيسي والإخوان في مصر، فيقول عن الربيع العربي انه ليس مؤامرة، وتعبير المؤامرة هو ذريعة من الأنظمة الديناصورية التي عفا عليها الزمن لتبرير فشلها الواضح على مدى 70 و80 سنة.
kioskodeapuesta.com, 2024